أخبار عاجلة
الرئيسية / المعلمين / “أحببتك أكثر مما ينبغي” حينما يتحول الحب الي لعنة
رواية أحببتك أكثر مما ينبغي

“أحببتك أكثر مما ينبغي” حينما يتحول الحب الي لعنة

ما بين الأنا الأعلي المتمثلة في إيمانها بالحب في أسمى صورة والأنا التي عاشتها في الواقع حينما أتاها الحب بلا مقدمات حاولت الماتبة السعودية أثير عبد الله النشمي في روايتها “أحببتك أكثر مما ينبغي” أن ترصد هذا الصراع بين المثل العليا والواقع من خلال أحداث الرواية.

 

بداية تدور أحداث الرواية حول البطلة چومانا الفتاة الجامعية السعودية فهى تقدس الحب و الحبيب ، حيث كانت تحب بكل ما أوتيت من طاقة لطالما كان الحب طاقة . أحبت عزيز ذلك الحب الذى أجبرها على المغفرة ..اجبرها على التنازل و البدء من جديد بالرغم من انها وصفت البداية الجديدة بأنها ما هى إلا كذبة نكذبها و نصدقها لنخلق أملا جديدا يضيئ لنا العتمة ،  اجبرها حب عزيز على المعافرة بمفردها فى علاقة تجعلها عالقة بين السماء والأرض ، حب جومانة جعلها تتنفس اللون الرمادي، فكان البطل عبد العزيز شاب سعودى مثقف وكاتب كان يغازلها بكتابته حينا و يتعمد تجاهلها  آخرا ، ولأنه يعرف إنها مريضة إهتمام كان يتعمد أن يعلن تجاهله لها و يكتب عن كل شىء و أى شىء سواها وكأنها لم تكن من البداية ، فكان يتفنن عبد العزيز فى تعذيب روحها .. روحها التى ادمنته حد الموت.

 

تدور معظم أحداث الرواية حول البطلة و صديقتها هيفاء التى كانت أقرب لها من الناس جميعا ، كانت تعينها على تعب الحياة .. حيث نجد هيفاء بداخلها دائما كل الخوف على چومانة من حبها لعزيز فكانت تراه علقم وليس حب حتى وصل خوفها إلى إنها كانت تترقبهما و هو يتحدث معها أسفل منزلها بعدما تشاجران و سردت لنا الكاتبة رد فعل عزيز كما تناديه چومانة دائما فهذا اللقب المفضّل لديها عندما لاحظ إنه مراقب من الأعلى من صديقاتها فسئلها عن سر خوف هيفاء من مجرد وجوده بجوارها.

كانت تعلم هيفاء أن عبد العزيز لا يحب چومانة و لكنه بايعها إلا تكون ملك لغيره . كان يرضى بها نقصه عندما كان يخطئ و يخون و يكذب حينها كان يشعر بالذنب فيرى فى سلطته عليها تكفيرا لهذا الذنب ومن ثم يشتد ازره عليها و يتمكن من سيطرته عليها أكثر كانت تعلم هيفاء بحقيقة الأمر كله و الشئ الذي يجعلنا نحزن هنا هو أن چومانة أيضا تعرف حقيقة الأمر كله .. و لكنه العشق

 

كانت توضح لها هيفاء دائمآ إنه الشخص الغير مناسب كل مرة يقارن بينه و بين أشخاص ، و أشياء أخرى ..فهو كثير المقارنة و كثيرا ما يجعلها عالقة بين الوجود و العدم .. بين الشئ و اللاشئ فهو سعودى إلاصل و لكنه أكمل تعليمه فى كندا فأصبحت المفضلة لديه .. فضّل الغربة بالرغم من قسوتها المعتادة و لكنه لم يشعر بالغربة لطالما كان أقسى فهو يكره العادات و التقاليد السعودية.. نجد أن الأحداث و السنوات لا تمر على وتيرة واحدة بينهم بل كانت ككل علاقة بها صعود و هبوط و لكن المختلف هنا هو أنهما كانوا يصعدون سويا و تهبط بمفردها و دون سابق إنذار .. و هذا ما جعلها تقول « بئسا لحب يجبرنى على المغفرة ضاقت حدود المغفرة و لن أسمح لأن يتسع بها قلبى مجددا لطالما جئت و ذهبت من دون سبب تحضر فجأة و تغيب فجأة كالمطر أنت »

وتمر الأحداث بين الصعود و الهبوط هكذا حتى إذا بهما حددا موعد الخطوبة و لكنه فى النهاية عبد العزيز اسمه أصبح يرهقها كل ما تتذكر ماذا فعله و كيف جعل كل الأشياء تنقلب رأسا على عقب .. و كيف حدف بها فى الدرك الأسفل من كل شئ و لغى كل ما كان متفق عليه و كأنها دومينو أمامه ، أخذت من الوقت الكثير حتى تعود كما كانت ولكنه فى حقيقة الأمر لم تعود و لن تعود ، و آخر ما سردت الكاتبة لنا يوضح حقيقة هذه اللعنة التى تسمى الحب التى أصابت چومانة فى قلبها و منذ حينها و هى مصابة ..المشهد الأخير كانت فى سيارته بعد عودتها من السعودية إلى كندا لتكمل عامها الاخير فى الدراسة. وهو بجوارها كالاصم و الابكم لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم كان يوم ذكرى ميلادها فأتمت عامها الرابع و العشرون و مازلت بجواره تندب أحلامها الحمقى، غارقة فى حبها له و غارق هو فى معصيته لا قدرة لها على انتشال بقايا أحلامها من بين حطامه كما وصفت.

…………….

كتبت/ سهام السيد

 

 

***********

رواية “أحببتك أكثر مما ينبغي”

الكاتبة السعودية أثير عبد الله النشمي

دار الفارابي بيروت

صدرت الطبعة الأولي للرواية 2009

تصميم الغلاف: فارس غصوب

عن القهوة

شاهد أيضاً

د.سيد حافظ يكتب: سر الفلاح بين الحمار والفلًاح

  علاقة الفلاح بالحمار من أنجح العلاقات في مجتمعنا, فعبر عصور التاريخ الموغلة في القدم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *