الحكمة هي صاحبة الشريعة، والأخت الرضيعة لها, وهما المصطحبتان بالطبع، المتحابتان بالجوهر و الغريزة.
بهذه الكلمات لخص ابن رشد فلسفته في محاولة التوفيق بين العقل والنقل, بين الفلسفة والشريعة معارضاً كل من نفى علاقة الدين بالعقل وجعله مجرد أوامر إلاهية صارمة دون تفكير ودون إعمال للعقل.
وتجلت هذه الفلسفة في كتابيه “تهافت التهافت” و”فصل المقالفيما بين الحكمة والشريعة من اتصال” وخاصة فى رده على الامام الغزالى فى تكفيره للفلاسفه والتي تمحورت في ثلاث مجالات هي:
1قدم العالم
2علم الله بالجزئيات
3انكار بعث الاجساد
المسألة الاولى: قدم العالم
يرى ابن رشد كما راى ارسطو من قبل ان العالم قديم وليس له بدايه وانه لم يزل مع الله ومعولاً له ومساوقا له غير متاخر عنه بالزمان مساوقه المعلول للعله ومساوقه النور للشمس وان تقدم البارى عليه كتقدم العله على المعلول وهو تقدم بالذات والرتبه لا بالزمان كما شرح الغزالى فى التهافت ودليلهم على ذلك
1استحاله صدور حادث عن قديم مطلقا
2لو كان البارى متقدما بالزمان على العالم لكان قبل الزمان زمان وهذا خلف
3مكان العالم كان موجودا فالعالم لم يزل ممكن الحدوث
4كل حادث تسبقه ماده اذ لايستغنى الحادث عن ماده فالماده اذن قديمه فالعالم قديم
. وخلاصه الراى عند ابن رشد انه اذا كانت الاجرام السماويه ومايلزم عنها افعال الوجود. ازلى غيرداخل وجوده ف الزمان الماضى فواجب ان تكون افعاله غير داخله فى الزمان الماضى .وذلك يعنى ان العالم ازلى لابدايه لوجوده .وعلى ذلك ذهب ابن رشد يؤول الايات القرانيه(وهو الذى خلق السماوات والارض فى سته ايام وكام عرشه على الماء)فيرى ان الايه تدل على وجود قبل الوجود وهو العرش والماء وزمان قبل الزمان اعنى المقترن بصوره هذا الوجود الذى هو عدد حركه الفلك.
المسالة الثانيه: علم الله بالجزئيات.
يبين ابن رشد ان الغزالى اخطا فى تكفير الفلاسفه ف هذه المساله لانهم يقولوان الله لايعلم الجزءيات اصلا بل يرون ان الله يعلمها بعلم غير متجانس لعلمنا بها وذلك ان علمنا بها معلول لمعلول فهو محدث بحدوثه ومتغير بتغيره وعلم الله سبخانه بالوجود على مقابل هذا فانه عله للمعلول الذى هو الموجود ومن شبه العلمين احدهما بالاخر فقد جعل ذوات المتقابلات وخواصها واحدا وذلك غايه الجهل.
ان مصدر الخطا يرجع الى تشبيه على الخالق بعلم الانسان وقياس احد العلمين على الاخر وهذا خطا ف للتشبيه لاختلاف علم الخالق عن علم الانسان اولا وثانيا .من قال من الفلاسفه ان الله يعلم الكليات دون الجزءيات فالسبب ف ذلك ان العلم بالكليات عقل وما العلم بالجزئيات اى بالاشخاص فهو حس وخيال وتجدد الاشخاص يوجب امرين تغير الادراك وتعدده اما علم للانواع والاجناس اى علم الكليات فليس يوجب تغيرا وبالتلي فان علم الله غير علمنا نحن.
3.المسألة الثالثة: انكار بعث الاجساد
أما المسالة الاخيره فهى انكار بعث الاجساد وساءر امور المعاد وقولهم ان كل ذلك امثله ضربت لعوام الخلق لتثبت ثواب وعقاب روحانين هما اعلى مرتبه من الجسمانيه
ويرى الغزالى ان اكثر هذه الامور مخالف للشرع غير ان ابن رشد يرى ان الاعتقادات التى وردت بها الشراءع فى امور الاخره لم يتناولها البرهان العقلى ولذلك كان تمثيل المعاد للناس بالامور الجسمانيه افضل من تمثيله بالامور الروحانيه.
والجدير بالذكر انه بعد موت ابو يعقوب وخلفه ابن يوسف يعقوب الملقب بالمنصور بالله زادت مكانه ابن رشد ثم وشي به بعض الحاقدين عليه فغضب عليه المنصورسنه591هجريا واهانه ونفاه الى قريه خاصه باليهود على مقربه من قرطبه وامر باحراق كتبه واصدار امر منشور لعامه المسلمين ينهاهم عن قراءه كتب الفلسفه او الاشتغال بها
كتبت – جهاد فهمي