العالم مَليِّء بقصص المُحبين وأكثَرهُم إنتشاراً هي القصص التي لم تكتمل أو صَاحبة النِهايات الحَزينهَ
وزي ما بنسميها إحنا بـ ( اللي حبّ ولا طالش) ..
– وبَطل القِصة هِو شاعر الشباب ( أحمد رامي ) رامي أول من آمن بموهِبة الست أُم كلثُوم بعد الشيخ زكريا أحمد وكتبلها أكتر من 100 قصيدة وأُغانيهِ مُعظَمها كَانتْ تَحمل في طياتِها الكَثير من العِتاب والشُجن والهَجر وقليلاَ ما كانت السعادة تَحتل مَكانةَ بَيَّن تِلك الكَلمات ..كُل الأغاني لو حبينا نفكِكها حنلاقي في كل كوبلية إختِلافاً في الآداء بدايةً مِنْ الكَلمات وَوِصولاً للمشاعر المُتجلية في كامل القصيدة أو الأغنية ،
أَغانيي كثيرةَ مِنْ اللي كتَبها الأُستاذ رامي للست كانْت بتعاتبها وبتلومها علي حُبهُ ليها وبرودها تجاهه
ومِن بين كُل القصايد والأغاني فيه أُغنية واحدة جمعت بين الشجن والبؤس وبردوا الحب فيِ العِلاقةَ بيّن المُحبيّن والأُغنية دي هيَ (حَيرت قلبي معاك)
الكوبلية الأول فيها بيلومها علي حُبة ليها وفي نفس الوقت كتمانه لهذا الحُب بحجة إعتزازه بحُبهُ وكذلك لعزة نفسهُ وكرامتهُ أمام محبوبتهُ .. كُل هذه المشاعر الواضحة في الكلمات لا تَكتمل إلا بأداء السِت التي تُبعثرك ثُم تقوم بتجميعك مرةً أُخري في كُل كوبلية كانت تتفوه بهِ
الكُوبلية التاني بيقول ( يا قاسي بص في عنيا وشوف أيه اللي انتكتب فيها) وبيكَمل (دي نظرة شوق وحنية ودي دمعه بداريها) وبيختم الكُوبلية (وأقولك علي اللي سهرني وأقولك علي اللي بكاني)…
– ناس كتير وأنا منهُم لما بنسمع الأُغنية من البداية للخِتام بنشوفها من أصدق أنواع العِتاب لأنها مرت بين إتنين وإن كان أحد الطرفين لا يأبه بهذا العِتاب .. فمن أول ما كتب رامي الأُغنية وسطرها بحبهُ لأُم كلثوم ووصولها للسُنباطي عشان يلحنها ووصولها أخيراً لشفاه وحنجرة كوكب الشرق لتُغني بِها أمام مُحبيها وأولهُم أحمد رامي وأنت بتعيش هذه الحالة ..العتاب الممزوج بالحيرة من الاعتراف بما هو مكنونً بداخل الكاتب أو جعلهُ خفي كما كان …
– كُل مرة أسمع فيها الأُغنية مش بستغرب مِن كمية المشاعر المختلطة فيها أو حتي مِن أداء السِت لأ دا لازم الأغنية كانت تطلع بالشكل دا..لما بنتخيل أحمد رامي وهو بيكتب مكنش بيكتب مُجرد أُغنية ، ولكن كان يَكتُبها ويتخللهُ ما لاَيستطيع التعبير عنها علانيةً ، وكم كان يتمني لو كان الوقتُ في صالحةِ ليس الوقت فقط ولكن رُبما لو كانت أُم كلثوم تُعطيه الفرصة لكان باح بكل ما يُخفيه لها في العلن وليس في سطور أغنية ورُبما باحَ ولكن مَن يدري ( بدي أشكي لك من نار حبي.. بدي احكي لك ع اللي في قلبي ..وأقولك ع اللي سهرني.. وأقولك ع اللي بكاني .. وأصور لك ضنى روحي.. وعزة نفسي منعاني) ..
– حُب رامي لأُم كلثوم كان بينهُ وبين نفسه ، ولكن ” الصب تفضحهُ العيون” رامي لم تفضَحهُ العيون فقط ولكن كان حبهُ ظاهراً جلياُ في كل كلمة يكتُبها (حفضل أحبك من غير ما أقولك .. أيه اللي حير أفكاري .. لحد ما قلبك ما يوم يدلك علي هوا قلبي المداري) (ودا خيال بين الأجفان ..فضل معايا الليل كله سهرني بين فكرني وأشجان.. وفات لي جوه العين ظله)..
– رامي كما تَرددَ وكُتبَ عنهُ أنهَ ظَل صاحب المِقعد الثامن في الصف الأول ، كان يحضُر دائماَ حتي لو لم يكُن صاحب الأُغنية أو القصيدة ، كان يسمع ويعتريه ألم ما يسمعهُ ، أو يُسعدهُ لو كانت الكلمات لغيرهُ،
لعلمهُ بحبهُ لها بكُل كيانهُ ،وبين أنه غير قادر علي المصارحة علانيةً أو ربما صارحها بأنها الحُب الخفي الذي طالما يكتُب لهُ ولكنهُ يتوقع الرفض ،الكثير من التخيلات التي تتبادر إلي الكَثيرينَ عند سماع أي من أغاني رامي لأُم كلثوم..
– ما يقرُب من 17 سنة ورامي بيكتب لأم كلثوم وبيحبها بينه وبين نفسه ، ويهجرها ويخاصمها بينه وبين نفسه ويرجع يصالحها ، من أول (علي بلد المحبوب) ووصولاًلـ (جددت حٌبك ليه)
ظلَ رامي كما هو باقي حياتهُ وما بداخلهُ لم يتَغير حتيَ بعد زواجهُ من (الست عطيات ) ، مِن غير ما يموت مِن هذا الحُب وكما يُقال “الحبّ لا يقتل العشّاق، هو فقط يجعلهم معلّقين بين الحياة والموت” وهذا ما كان ظاهراُ بشدة في أخر كلمات أحمد رامي بعد وفاة أم كلثوم
أُم كلثوم ..حيرت قلبي معاك
كلمات ..أحمد رامي
ألحان ..رياض السُنباطي
1961