أخبار عاجلة
الرئيسية / المعلمين / أعلام القهوة / من التراث: عبد الله النديم يكتب: محتاج جاهل في يد محتال طامع
عبدالله النديم
عبدالله النديم

من التراث: عبد الله النديم يكتب: محتاج جاهل في يد محتال طامع

 

يعتبر عبد الله النديم أحد أهم مفكري عصره حيث جاء نتاجه الأدبي تأثراً بالأحداث التي تمر بها البلاد في ذلك الوقت فكان يواجه الصعاب بالسخرية لذلك أصدر جريدة “التنكيت والتبكيت” كجريدة نقدية تحمل على الحكام والأجانب وتنقد أوضاع المجتمع المصري، وتدافع عن مصر وشعبها ولغتها ودينها.

في يوم الأحد 6 يونيو 1881 صدر العدد الأول من التنكيت والتبكيت من مطبعة جريدتي المحروسة والعصر الجديد في الإسكندرية وكانت صحيفة وطنية إسبوعية أدبية هزلية في هيئة كراسة بهدف تسهيل جمعها في مجلد في آخر كل سنة

وقد كتب اسم هذه الصحيفة في الجزء العلوي من الغلاف بالخط النسخ بحجم كبير , وزين العنوان هلال ونجمة.وعن موضوعات الجريدة وغايتها فقد أوضحها النديم في إفتتاحيته للعدد الأول منها حيث قال “إنما هي صحيفة أدبية تهذيبية تتلو عليك حكمًا وآدابًا ومواعظ وفوائد ومضحكات بلغة سهلة لا يحتقرها العالم ولا يحتاج معها الجاهل إلى تفسير وتصور لك الوقائع والحوادث بصورة ترتاح إليها النفوس وتميل، ويخبرك ظاهرها المستحسن المستهجن بأن باطنها له معان مألوفة، وينبهك نقابها الخلق بأن تحته جمالاً يعشق وحسنًا تذهب الأرواح في طلبه”.ويضيف النديم بجانب ذلك قوله “ولا تظن مضحكاتها هزءًا بنا ولا سخرية بأعمالنا فما هي إلا نفثات مصدور وزفرات يصعدها مقابلة حاضرنا بماضينا”.

 

وفي العدد الأول للتنكيت والتبكيت نشر النديم هذا المقال

 

محتاج جاهل في يد محتال طامع

احتاج أحد الزراع لاستدانة مائة جنيه فقصد أحد التجار وطلب منه المبلغ فجرت بينهما هذه الحكاية بحضور أحد النبهاء

الزارع: عاوز ميت جنيه بالفرط يا سيديالتاجر: فرط المائة عشرون كل سنة

الزارع: اعمل الل تعملهالتاجر: شيل عشرين من مائة يبقى كام

الزارع: لهو أنا كاتب شوف يفضل كام

التاجر: يبقى سبعين

الزارع: يدوب كدهالتاجر دلوقت صار لي مائة جنيه ضمن عليهم عشرين واكتب الكمبيالة

الزارع: اكتب وخد الختم أهو

وفي وسط السنة قدم له الزارع عشرة قناطير قطن وعشرة أرادب من السمسم وعشرين من القمح وثلاثين من الفول وأربعين من الشعير وجاء يحاسبه فكانت الحكاية هكذا:

الزارع: طلع لي ورقه بالحساب يا سيدي

التاجر: أنت جبت قطن بعشرين جنيه وقمع بعشرة جنيه وسمسم بثمانية جنيه وفول بعشرين جنيه وشعير بعشرة جنيه يبقى الجميع كام

الزارع: ما قلت لك من ديك المرة معرفشي الحساب

التاجر: يبقى أربعين جنيه شيلهم من ماية وعشرين يكون الباقي كام

الزارع: مين يعرف شي لده

التاجر: الباقي تسعين جنيه وفرطهم عليهم عشرين يبقى ماية وخمسة عشر طالب أنت كمان ثلاثين يبقى ماية وستين ضم عليهم أربعين فرط يبقى الكمبيالة تنكتب بمائتين وعشرة ونصف

الزارع: هو ايه موش الأصل سبع عشرات وعشرينتين وجالهم ثلاثين وثلاثين شلت منهم ثمن البتوعات اللي جبتهم يبقى لك دلوقت ميتين وعشرة بس والنص ده جبتو منين

التاجر: النصف أجرة كتابتي ليس من الأرباح.الزارع: أي دلوقت صحّت الحسبة والسنة دي أبيع لك خمسين فدان في عشرة جنيه يبقى لك أيه بعد كده يا جنيهين يا ثلاثة خد لك بهم جاموسة ونبقى على رأي المثل شيل ده عن ده يستريح ده من ده

فقال النبيه للتاجر: أما تتقي الله في هذا المسكين أخذت محصوله وصار دائناً لك فألفقت له حسبة لا أصل لها وجعلته مديناً فإن حسبتك معه هكذا.

بكون له عندك واحد وثمانون جنيهاً فكيف جعلته مديناً بمائتين وعشرة ونصف بعد ذلك أن هذا لهو السلب بلا خوف.

التاجر: يا خبيبي الزارع خمار وأنا إذا كان موش يعمل كده موش لازم يجي تاجر بنكرجي بعد خمسة سنة

فقال النبيه قد تغيرت هيئتنا وتنبهت الحكومة أرجالها فهي تسعى في علم نظام يحفظ الحقوق ويمنع تعدي مثلك على هذا المسكين حتى لا يقع بعد ذل جاهل محتاج في يد محتال طامع.

 

التنيكت والتبكيت العدد الأول
التنيكت والتبكيت العدد الأول

عن القهوة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *